أرشيف

إلهـام شـاهين .. مستعدة للمواجهة يوم القيامة!

لا شك أن السؤال الذي تعرضت له النجمة إلهام شاهين، أثناء تواجدها في ندوة معرض الكتاب الخاصة بفيلم "خلطة فوزية" الذي حصد العديد من الجوائز، لم يوجه إليها من قبل، وهو ما تسبب في صمتها، لينوب بالرد عنها المخرج مجدي أحمد علي، ورغم يقين عدد من النجوم أن هذا السؤال، الذي طُرح مباشرة للنجمة، يطرحه عدد كبير من الجمهور، عند مشاهدتهم لمشهد مبتذل أو به إثارة أو مسيء.

وأقصى ما يمكن أن يوجه لأي نجم في مجال التمثيل والغناء هو موقف الجمهور من الأعمال التي يقدمها، وهو ما حدث بالفعل مع النجمة الشابة بوسي سمير، التي ردت على مذيعة برنامج "صبايا" في حلقة حاولت من خلالها إحراج بوسي أكثر من ذلك، عندما انهالت عليها بعبارات مشتعلة كالجمر، منها أنها خوفاً من نظرات وعبارات المجتمع تركت الملاهي الليلة ولجأت للكليبات التي أثارت بها فئة الشباب، واتهمتها بالإثارة، فما كان من بوسي إلا أنها أكدت أن الجماهير تسعى إليها، بدليل نجاح كليباتها التي تستاء منها مقدمة البرنامج، وعن تخوفها من تأثير هذه الأعمال على حياتها الخاصة، خاصة أنها لم تتزوج، كان الرد بأن الكثيرين يتمنون نظرة رضا منها، ووصفت نفسها بأنها لا تقل أهمية عن الطبيبة، أو أي امرأة عاملة بالمجتمع، فإذا كانت الطبيبة تعالج المرضى، فهي تسرق الناس بكليباتها من أنفسهم.

رغم تباين وجهات النظر إزاء ردود الفنانة الشابة بوسي سمير، إلا أنها ليست الأولى داخل الوسط التي تتعرض لهذا الهجوم، ويتم إعداد حلقات في برامج مختلفة يرغب مقدموها الصعود على أخطاء أو سقطات ضيوفهم، لنيل رضا الجماهير، ولا شك أن علاقة النجوم بالله مثار تساؤل لأعداد غفيرة من الجماهير، إلا أنهم يتساءلون بين أنفسهم لاستيائهم من موقف، أو أمر معين، أو فنان لا يعجبهم، إلا أن الشخص العادي إذا صُدم بسؤال عن لقائه بربه، فلن يكون أقل دهشة من إلهام شاهين، التي انتابتها لحظات صمت لوقع المفاجأة عليها.

نجوم الفن وضعت الأضواء على عاتقهم مسؤوليات أكثر من الترفيه الذي يتخيله الكثيرون، فهم يلهثون وراء أشياء متعددة، لأن مكانتهم فرضت عليهم ذلك، وهناك فريق من الجماهير يرى أن نجوم الفن علاقاتهم ترصدها كاميرات تلاحقهم أينما كانوا، على العكس من أفراد آخرين يفعلون ما يغضب الله في الخفاء، ولأنهم بعيداً عن الكاميرات فإنهم يظهرون بأقنعة، ولا يعلم حقيقة الأنفس إلا الله فقط.

علاقة الإنسان بالله أمر لا يقوى على الحكم عليه حتى الفرد ذاته، مهما بلغت درجة قربه من الله، وربما يكون ذلك التقرب له دوافع خفية، ونية الأعمال يقيمها الله، ويعتبر الكثيرون أن هذه النقطة هي التي أثارت الجدل في كثير من المجتمعات والأزمنة، وهي نقطة بلا إجابة قاطعة إلا بالعمل، الذي لا يقوى فرد على تقييمه مهما حاول، فكل شخص يرى نفسه تقياً حتى وإن ابتعدت خطاه عن الله ألف ميل، وربما يكون الشخص بأعماله العلنية أقل سوءاً من ذنبوب بسيطة يرتكبها الإنسان بصفة يومية.

صمت إلهام شاهين لم يدم طويلاً بعد أن لاحقتها الكاميرات، وانهالت عليها الأسئلة من الصحفيين والإعلاميين بعد ذلك الموقف، ليكن وصفها له بأنه سخيف، واستنكرت اهتمام الناس بالآخرين، وتنصيب أنفسهم محاسبين للعباد، وأشارت إلى أن الشخص الذي عرض عليها السؤال هو ذاته لا يعرف، والجميع لا يعرفون ماذا سنقول لله سبحانه وتعالى عند لقائه ؟ ورأت أن علم ما في الصدور أمر قاصر على الله عز وجل، ومن أبرز المخاطر تنصيب الفرد نفسه وصياً على الآخرين.

ووصفت مشوارها الفني بأنه لا يوجد فيه ما يجعلها تغضب، أو عمل قد أصابها بالندم، لأنها قدمت أعمالاً لم تثر سخط أسرتها، أو تسبب ضيقاً لأفراد المجتمع، ويرى البعض أنها قدمت أعمالاً كانت بمثابة قدوة، إلا أنهم تعارضوا معها لأنها قدمت أدواراً ربما تكون مثار اختلاف، لأنها كانت مثيرة بزيها أو بأفعالها، إلى جانب التصريحات التي أطلقتها وكذَّبها الآخرون، ومن أشهر التصريحات رغبة رامي لكح في الارتباط بها، أو رغبته في إقامة علاقة معها، وبعدها نفى رامي لكح الأمر بعد أن صرحت به في شهر رمضان في برنامج "الجريئة" لإيناس الدغيدي، وكشفت عن أعمالها الروحانية، وارتعادها عندما أدت فريضة الحج بعد نصيحة والدتها، بعد أن أخبرت الفنانة والدتها أنها لم تشعر بأي رعشة وهي تؤدي مناسك العمرة، ونصحتها والدتها بالحج، وخلال البرنامج أكدت أنها حريصة على صلاة الجمعة بالمسجد، وأداء العمرة في فترة عيد الأم لتهديها لوالدتها.

قدمت النجمة إلهام شاهين أعمالاً سينمائية تجاوزت المائة عمل، منها "الحب في غرفة الإنعاش" وقدمت في عام 1982 فيلم "العار" الذي حقق نجاحاً باهراً، وتربعت على عرش السينما لسنوات، وكانت تقدم أكثر من عمل في الموسم الواحد، ففي عام 1986 قدمت "السكاكيني" و"رغبة وحقد وانتقام" و"البريء" و"ابنتي والذئاب" و"نأسف لهذا الخطأ" و"احترس من عصابة النساء" و"محامي تحت التمرين" و"وعد ومكتوب" و"الحرافيش"، وقدمت للدراما أدواراً تركت أثراً في نفوس الجماهير، كان على رأسها شخصية "زاهية" في مسلسل "البراري والحامول" في عام 1992 وفي عام 1995 قدمت فيلم "لحم رخيص" ونالت جوائز عديدة من مهرجانات مختلفة عن عدد من أعمالها.

 وهبت إلهام حياتها للفن ربما حباً وربما رغبة في الشهرة والثراء، إلا أنها ضحت بأمومتها واستقرارها الأسري، لتعيش الحب للحب فقط وليس شرطاً أن تكلله بالزواج.

زر الذهاب إلى الأعلى